الاثنين، 21 سبتمبر 2020

من آفاق سلامنا :

 بسم الله الرحمان الرحيم 

والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى كل آله .

إلى كل السادة المهتمين بالسلام الإسلامي :

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .. 

1

لقد تجلى السبب الأول لنجاح النهضات والثورات الغربية في تركيزمنظريها ومفعليها على التجديد الفكري والعلمي الدقيق ، وعلى الإقلاع الصناعي اللذان تلاهما تقدم عام ، وفي كل المجالات ، رغم أن من أهم أسباب نجاحها أيضا سرقة الغرب لثروات العديد من الشعوب  وإستعماره لها المباشر ثم الغير المباشر ..

لكن القوة الكبرى في فلاح هاته النهضات يكمن في أن مفكري وعلماء الغرب هم من قادوا صحواته وسياساته ، عكس خريفنا العربي الذي كان جنونه مبرمجا ، ودون عقل ، ومن تخطيط المتآمرين على الأمة  وللأسف .......

2

ولكن وبعد هاته الثورات والنهضات الأوروبية الفكرية الدقيقة والشاملة ، تحكمت اللوبيات السياسية الكبرى والعصابات المصلحية - والإجرامية - في مسار أوروبا وأمريكا والكيان الصهيوني ، لتشكل قفازا من حرير للعصابات الدينية الإبليسية الخفية ، وليحكموا بمؤامراتهم اليوم العالم كله ، وبكل سر .. وبكل جهر ..

وللتمكن فينا أكثر يحاولون اليوم إنكار نظرية المؤامرة بكل خرائطها وخططها الصهيوماسونية ، رغم كشفها البين وإعلانها الجلي ، ورغم جهر معظم قادة الغرب اليوم بها عمليا ، والتي لا يتمثل خطرها في التسلط علينا وفي سرقة ثرواتنا كمسلمين فقط ، بل وفي محاولة مسخنا الكلي ، ومسخ كل الإنسانية .... 

ووداعا لكل العالم دون هندسة علمية سياسية بناءة ضدها ، ودون ديبلوماسية جد فطنة وجد ذكية وجد مسالمة على المدى البعيد معها ، ومن المسلمين أولا ..... :

4

ففي البدء كان التقدم والعلم والقيم الإنسانية في صالح هاته العصابات العالمية ،  لكن المنطق الإنساني - ورغم كل عوراته - والواقع العالمي تغيرا بسرعة ، لتفقد هاته العصابات العديد من قواتها وتماسكها ، وبعض تحكمها وسيطرتها ، ولحد أنها لم تعد تستطيع التحكم اليوم إلا في السياسة -اللاعلمية- وفي الإقتصاد والإعلام والفنون ، والتي صارت تنتج وللأسف إنسانا ماديا ومنحلا ، ومقبورا بركام الشهوات والماديات ، مما يجرنا نحو المسخ الكلي للإنسان ، ونحو تشييئه كآلة للإنتاج والإستهلاك لا غير .......

5

وخصوصا وأن قوة المصلحييين وسلطة كبار الشركات وعتاة الرأسماليين في تصاعد نسبي أمام إيديولوجيات الإصلاحيين ، والذين صاروا ينسلخون بدورهم - وبمنطق جنوني - من جل مبادئهم ، ليعيش العالم اليوم وغدا ، وتماما كالبارحة بسببهم كل الأزمات ...

 ولحد محاولتهم جميعا إقناع العالم بقولتهم الشهيرة : إنقضى زمن الإيديولوجيات ... 

لأن الإيديولوجية العلمية الحقة هي الوحيدة التي لا زالت تهدد كل مطامعهم وجشعهم ..

ولهذا يحاولون إفقاد الإنسانية كل توازناتها العلمية وكل قيمها ، بل وكل سياسة سلام مستقبلية حكيمة ... 

ولحد تنكر جل زعماء ومفكري الغرب اليوم لسياساتهم المبدئية ، وللعلمية الحقة ، وللسلام العادل ، وللعديد من القيم .........

6

السياسات التي صارت تنحو بالعالم كله - وبسرعة جنونية - نحو تسلق دمى حكومة العالم الخفية حتى في دولنا المسلمة .. ولكن دون أي بعد علمي مستقبلي والحمد لله تعالى ...

ولهذا تجر هاته العصابات العالم  أكثر فأكثر نحو كل الفوضى والغابوية والتوحش .. وبإملاءات شيطانية ، لأن  خامات الصهيوماسونية  يملون على هاته العصابات الأوامر مباشرة من إبليس كإله لهم، وكعبيد مخلصين له ........

7

ولهذا فنحن اليوم - بل وغدا - أمام مخططات ومؤامرات وحشية وإبليسية بمعنى الكلمة ، يقابلها بديل إسلامي علمي وأخلاقي وإنساني/ رباني ، لكن يقبره لحد اليوم السياسويون والإسلامويون والتسلفيون والعديد من الأدعياء والمنافقين والتسلقيين ... 

كما يقبره جهل معظمنا بالإسلام العلمي العملي الحق ، وإنغلاق كل منا على إجتهاده ، وغرق جل مذاهبنا وتياراتنا في الإسلام الجزئي ،  وكذا عدم إقتناع العديد من حكامنا  بأن : كل قوتهم ومصالح شعوبهم في تنزيل الإسلام العملي بكل علمية وديبلوماسية وتدرج  ..

8

لكن - ورغم كل هذا - فإن حكماء الغرب ومحققيه يعلمون يقينا بأن كل الحضارة الغربية وبالتالي العالمية تمضي نحو الإنتحار والدمار الشامل إن لم تنقدها حضارة مثالية /واقعية بديلة ، وبروح قوية وتجديدية لا تهدمها كليا بل ترممها محافظة على كل إيجابياتها ومعالجة لكل سلبياتها ..

والتي هي أولا فأولا ثم أولا بل وأخيرا - ليس التدين الإسلامي الفردي والسطحي كما يظن العديد من علمائنا - بل هي حضارة الفكر الإسلامي القرآني السني العلمي الحق ، وبكل أبعاده ، وليس ببعده الفردي أو السياسي أو الصوفي فقط ..

ولا بتنطعنا القتالي / الجهادوي كما تتهور العديد من الجماعات اليوم ، لأن الحروب اليوم كلها دمار وخسران لنا كشعوب وكبلدان وكأمة ، ومهما كانت صغيرة ..

 بل وإسرائيل وأمريكا وعصابات بيع الأسلحة تتحكم اليوم في أي حرب ، وفي كل نتائجتها ..

بل وحتى في كيفية ومدة إشعالها أو توقيفها ..

 ولحد توظيفها لكل الجماعات والأحزاب التي تظن نفسها إسلامية ، وهي مسيرة مباشرة من التوراة والتلمود وبروتوكولات صهيون - عن عمالة - أو دون شعور وللأسف.

وهذا لا يعني إنكارنا لضرورة إستمرار الجهاد في الأمة كما قال الرسول صلوات الله عليه : * لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله ، لا يضرها من خالفها ، تقاتل أعداء الله ، كلما ذهبت حرب نشبت حرب قوم آخرين حتى تأتيهم الساعة * أخرجه الطبراني عن أبي هريرة   

10

ولهذا فإن السلام الإسلامي لا يعني الإستسلام ..

 وكذلك ورغم كثرة وقوة مناوئينا فإن إنقاد الإنسانية في البديل الإسلامي العلمي وحده ، وبكل تدافع وتدرج ..

 ولو بلغة غير فقهية ..

ولتبقى أكمل بشرى : أن هذا البديل لا يعتمد على الفقه إلا فرديا ، أما عالميا فركيزته على كل العلوم والمعارف التي لا تتناقض مع الفكر الإسلامي والعلمي الحق ..

البديل الذي لا يهدم الليبرالية الحالية ولا الغرب ، ولا هدفه التسلط والهيمنة ، بل بديل لإنقادهما ، وعلاجهما من كل سرطاناتهما القاتلة  ...

11

وليس لصالح المسلمين ولا العرب ولا الأمة الإسلامية فحسب ، بل لخير كل العالم ولصالح الناس أجمعين كما هي حقيقة الإسلام .

ولن يتم هذا بأي فكر إسلامي تجديدي ، بل بكل الفكر الإسلامي الحق والشمولي الذي لا يناقض لا الكتاب ولا السنة ولا العلمية الحقة ، ومهما يكن مشربها ، والقابل للنقد البناء والتقويم الدائم . 

والذي يحتاج بالطبع لديبلوماسية سلام جد محنكة وجد حكيمة وجد فطنة وحقا عملية وواقعية وثابثة على كل أسس وآفاق هذا البديل لتنزيله ، وبالقرآن كله والسنة كلها مهما آمنت بالتدرج ... 

ومهما تعددت وسيطرت القوى المعادية للإسلام والأمة على العالم ، وعلى كل المسلمين ..

12

وخصوصا وأن الدعم الغربي والأمريكي لإسرائيل لن يدوم طويلا ، لأن الإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لن يبقيا قادرين على الحفاظ على إتحاداتهما ، بل وينحوان نحو الصراع والتفرقة ، بل ونحو حروب ساخنة/باردة على المدى البعيد ...

13

ولهذ فإن قوتنا الكبرى كذلك - وإلى جانب الطائفة المتدافعة بالجهاد الشرعي - في السلام الديبلوماسي بكل صبر، وفي عدم خوض أي حرب - ومهما تكن الظروف ومهما صغرت - دون حسابات دقيقة ، ودون يقين بالنصر ...

ففي السلام ولو الظالم اليوم كل نصرنا غدا ..

وكل هذا مع العمل الجاد على أسلمة الجيوش العربية والإسلامية وتخليقها ، فالجندي المرتزق سيفقد كل معنوياته على المدى البعيد ، ولن تصمد في الحروب المستقبلية إلا الجيوش المبدئية ...

14

ومهما طغى الأعداء وسيطروا وتجبروا وخلقوا لنا من أزمات ، وعلى كل الواجهات ، وفي شتى المجالات ، وحتى لو هودوا كل فلسطين ودول الجوار ، فسيسعى اليهود وبكل مؤسساتهم الصهيوماسونية للسلام الديبلوماسي الهادئ مستقبلا لأنه الوحيد الذي سيبقى لصالحهم ، كما قال الله تعالى لهم بعد هذا العلو في سورة الإسراء الآية7 :* إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها *

السورة التي يشير مطلعها لأهم مراحل الصراع الإسلامي اليهودي ، والتي تبشر بالنصر الإسلامي أخيرا.....                                                                                 ومهما علا الصهاينة ولله الحمد . 

15

ولهذا فإن البشرى في أن القوى العسكرية ستتوازن على المدى البعيد ، وستنحو جل العصابات السياسية العالمية للسلام الديبلوماسي ..

مما يوفر - ولو عنوة - كل الظروف لشروق العقل الإسلامي العلمي الخلاق بعد أن فقد العقل العالمي/الصهيوماسوني اليوم كل توازناته بسبب اللوبيات العالمية ولاعقلانياتها الشريرة ، والتي لن تدوم سيطرتها طويلا على الشعوب .. ومهما إحتكرت المناصب ..

البشرى التي تؤكدها سرقة وإقتباس العديد من مفكري الغرب - ومنذ زمن - للأفكار والعلوم الإسلامية ، كما تؤكدها كثرة الدراسات الأكاديمية الجادة اليوم - و في كل العالم - للإسلام ولفرقه ولمذاهبه ولبعض تاريخه .... 

 16

لكن كل هاته البشريات لا تعمينا على أن تطبيع الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل - وبالرغم من أنها أضحت ضرورة عالمية - تبقى مجازفة كبيرة ، ولا تنحو نحو السلام الحق ولا السلام الديبلوماسي النزيه ، ولا حتى للرقي المادي المستقر كما يتوهم بعض ساستنا .. 

بل سياسات اليهود دوما مدسوسة وملغومة ، وبعيدة البرمجة والتخطيط ، بل وحرب ديبلوماسية وإقتصادية يجب أن يكون زعماؤنا في مستوى كل منزلقاتها ومنعرجاتها.. وإلا فإن التطبيع لا يعني إلا التحكم الصهيوني الكامل فيهم ، وهلاكهم السريع ، قبل دمار أوطانهم والشعوب ...

17

أما عن العداء الشيعي الحالي والمستقبلي للخليج العربي وكل السنة فإنه حقا خطير على المدى البعيد ، لانه ورقة صهيوماسونية لتفجير كل الأمة الإسلامية والعربية من الداخل ، بل وعداء عقائدي وإقتصادي وسياسي ومذهبي متشابك ، وخصوصا وأن النفسية الشيعية جد معقدة ، وهي إما متحايلة بالتقية ، أو إستشهادية / إنتحارية .

مما يلزمنا بتدافع جد حكيم ضد مطامعهم الإقتصادية والمذهبية والسياسية ...

 وكذا العمل الدائم على توافق المصالح معهم كما سيفعل الغرب - بل وإسرائيل - على المدى البعيد ..

 مع فتح حوار علمي وفقهي جاد بين مذاهبنا ، وقبول إختلافنا ولو العميق معهم ، لا المزيد من تكريس الهجمات التشهيرية بيننا وبينهم ، والمزيد من إدكاء تصادمنا وإياهم ، والذي لن تزيده العصابات العالمية إلا إشتعالا ..

بل وفكرة المهدي المنتظر المشتركة بيننا - ولو كانت خرافية في مذهبهم - مفتاح من الممكن تحريكه لتقاربنا النسبي ..

18

ودون أن ننسى بأننا نقيم السلام العالمي مع وحوش بعقلية ثعالب وذئاب بل ومع عصابات شيطانية وإجرامية يتزعمها إبليس شخصيا ، وبثروات وميزانيات فوق الخيال ..

لكن: * ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين*الأنفال 30    

 و   * إن كيد الشيطان كان ضعيفا *النساء 76

ولهذا ستبقى كل قوتنا في الحق والخير والسلام المتدافع ، والعمل على مصلحة كل الإنسانية :

فاللغة العلمية لصالحنا.

والتخليق لصالحنا.

والسلام الحق - وحتى الديبلوماسي - لصالحنا .

والمؤامرات الصهيوماسونية كلها قد إنكشفت .

والحركات الإصلاحية والإنسانية المستقبلية لصالحنا . 

بل والعقل العالمي فقد اليوم كل توازناته ولا إصلاح له إلا بعلمية الإسلام ، والمتعانقة والحمد لله تعالى مع كل العلوم الحقة ..

وكل نزهاء العالم والمستضعفون مع قضايانا ..

وعدد المتسلطين على العالم وداخل كل الدول يقل ..

والسلام الإسلامي ليس جبانا ولا إستسلاما بل سلام قوي 

وتتكاثر إيحابياتنا ...

فهل سنكون في مستوى توظيف كل هاته الإيجابيات ؟ 

وفي مستوى التدافع بها لصالحنا ولصالح الإنسانية جمعاء ؟ ..:

19

 وخصوصا وأن اليهود يخططون ومن زمان ضد كل الإنسانية  ، بل ويهرولون بكل جشع للسيطرة على كل العالم بمرجعية يهودية صليبية صهيوماسونية دجالية شيطانية بحثة ، والتي لا فشل لها إلا بمشروع إسلامي مهدوي كما نوقن ..

ولهذا يحاولون إقصاء كل الإسلام عالميا ، وتحريف الإسلام السياسي علميا وفقهيا ، وتحريم الجهاد ، بل وتوظيف الإسلامويين والتسلفييين والتصوفيين والمتطرفين والمتشددين والعديد من عملائهم للتلاعب بكل مشاريعنا الإصلاحية ..

فنحن إدن أمام سلامين :

سلام شيطاني يهودي إبليسي مدمر أميره الدجال الأعور لعنات الله التامات عليه.

وسلام رباني إسلامي نبوي ذو بعد إنساني ومتدافع أميراه عيسى والمهدي عليهما السلام .

وقد بدأ الصراع بين السلامين من زمان ... 

بل ونعيش قرونه الأخيرة . .. :

20

فلكل هاته الآفاق الشاهقة والعميقة والمستقبلية نؤسس..

ولهذا التدافع كانت كل مسودات مدرستنا الفكرية الإصلاحية على :   kotouby.blogspot.com 

21

وحتى بعثة المهدي عليه السلام ...

 والذي تجمع كتب السنة والشيعة عليه كخاتم لهذا الصراع العالمي ، وبأكثر من 80 حديثا سنيا يصحح بعضها البعض ، والذي سينصره عيسى عليه السلام بقتله للدجال الذي سيحاصره ...

والصراع الذي نلخص بعض إشكالياته وبعض قواعد سلامنا فيه على :   kotoub4.blogspot.com

و: * لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا *الطلاق1

وللتواصل : takbyre@gmail.com

والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

من آفاق سلامنا :

 بسم الله الرحمان الرحيم  والصلاة والسلام على إمام الأنبياء والمرسلين وعلى كل آله . إلى كل السادة المهتمين بالسلام الإسلامي : السلام عليكم و...